فليخبرنا: ما معنى ما نسمعه في الأقطار اليمنية من قولهم: يا ابن العجيل! يا زيلعي! يا ابن علوان! يا فلان! يا فلان! وهل ينكر هذا منكر، أو يشكّ فيه شاكّ؟! وما عدا ديار اليمن؛ فالأمر فيها أطمّ [وأعظم] وأعمّ! ففي كل قرية ميّت يعتقده أهلها وينادونه، وفي كل مدينة جماعة منهم، حتى أنّهم في حرم الله ينادون: يا ابن عبّاس! يا محجوب! فما ظنّك بغير ذلك؟! فلقد تلطّف إبليس وجنوده ـ أخزاهم الله ـ لغالب أهل الملّة الإسلاميّة بلطفية تزلزل الأقدام عن الإسلام؛ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
أين مَن يعقل معنى {إنّ الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم} ، {فلا تدعوا مع الله أحدًا} ، {له دعوة الحقّ والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء} ؟! وقد أخبرنا الله ـ سبحانه وتعالى ـ أنّ الدُّعاء عبادة في محكم كتابه؛ بقوله ـ تعالى ـ:{ادعوني أستجب لكم إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين} ، وأخرج أبو داود والتّرمذي ـ وقال:«حسن صحيح» ـ، من حديث النّعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الدعاء هو العبادة» ، وفي رواية:«مخّ العبادة» ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية المذكورة.
وأخرج [أيضًا] النّسائيّ وابن ماجه والحاكم وأحمد وابن أبي شيبة باللفظ