وأمّا أقوال المفسّرين في هذا الباب: فكثيرة؛ منها: ما ذكره شيخ المفسّرين وإمامهم ومرجعهم عند النّزاع: أبو جعفر بن جرير محمد الطّبريّ ـ رحمه الله تعالى ورضي عنه ـ، في تفسيره المسمّى «جامع البيان» ، عند آيات الصّفات؛ أيّد فيها طريقة السّلف وأثنى عليها وانتصر لها، حتى قال عند تفسير قوله ـ تعالى ـ:{أأمنتم من في السّماء} قال: «وهو الله» . ومَن نظر في تفاسير المتقدّمين ـ كتفسير البخاريّ وابن ماجه ووكيع وابن مردويه وابن أبي حاتم وتفسير ابن جرير، وغيرهم ممّن التزم أن يفسّر القرآن بما ورد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم والصّحابة والتّابعين ومَن تبعهم على طريقهم ومنوالهم ـ؛ لم يجد فيها غير طريقة السّلف، لا يرى فيها تأويل آيات الصّفات، ولا تحريفها. وقد نحى نحو المتقدّمين في التّفسير بعض المتأخّرين؛ فألّفوا بالتّفسير بالمأثور بل والآثار، ولم يدخلوا فيها ما أحدثه المتأخّرون من علم الكلام؛ فمنهم: الحافظ ابن كثير، والحافظ جلال الدّين السّيوطيّ له كتاب في التّفسير سمّاه:«الدّرّ المنثور بالتّفسير بالمأثور» ، وتفسير الحافظ ابن كثير أصحّ منه وأتقن، وتفسير السّيوطيّ أوسع منه وأجمع؛ فرحمة الله ـ تعالى ـ عليهما، وجزاهما عن الإسلام والمسلمين خيرًا.