للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآية يدلّ على أنّه علمه» .

وقال في موضع آخر: «وإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ على عرشه فوق السّماء السّابعة، يعلم ما تحت الأرض السّفلى، وأنّه غير مماس لشيء من خلقه» انتهى.

وبالجملة؛ فالنّصوص الواردة عن إمامنا أبي حنيفة النّعمان، وإمامنا نجم أهل السُّنّة مالك بن أنس، وإمامنا عالم قريش محمّد بن إدريس الشّافعيّ ـ رضي الله عنهم ـ كثيرة جدًّا، وعن إمامنا إمام أهل الأثر بلا نزاع، والذّابّ عن دين سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم بلا دفاع: أحمد بن حنبل الشّيبانيّ؛ أكثر وأعظم؛ كيف لا وهو صاحب المحنة المشهورة ـ أعني بها: مسألة القرآن ـ؛ فقد ضُرب وأُهين، ولم يصدّه ذلك عن طريف سلفه الصّالحين؛ فرضي الله عنهم أجمعين، وحشرنا في زمرتهم، ورزقنا محبّتهم، وسلك بنا طريقهم، آمين.

وهذا الذي نقلتُه من نصوصهم إنّما هو نبذة ممّا ذكره الحافظ إمام أهل الدُّنيا في الحديث محمد بن إسماعيل البخاريّ ـ قدّس الله روحه، ونوّر ضريحه، وبرّد مضجعه ـ، هو وكافّة علماء الحديث والتّفسير ومَن تبعهم بإحسان، في كتابه: «الجامع الصّحيح» وكتابه «خلق أفعال العباد» ، وممّا ذكره الحافظ البيهقيّ ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه «جامع النّصوص عن الشّافعي في مسائل العقائد» وكتابه «الأسماء والصّفات» ، وممّا ذكره الحافظ النّاقد البصير بعلوم الأثر صحيحها وسقيمها: شمس الدّين الذّهبيّ في كتابه «العلوّ» له، وممّا ذكره الإمام المفسّر المحدّث الأصوليّ النّحوي: أبو عبد الله شمس الدّين محمّد بن القيّم الحنبليّ في كتاب «الجيوش الإسلاميّة لغزو المعطّلة والجهميّة» .

<<  <   >  >>