للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الحادي عشر: عقيدته وجهوده في نشرها]

عقيدة المؤلف- رحمه الله- هي عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن نظر في كتابه، وجد هذا واضحا. فكان يرد على أهل الكلام من معتزلة وأشاعرة وغيرهم وسفّه قولهم: إنَّ المقدم هو الدليل العقلي. قال- رحمه الله-: ( ... وقد سمُّوا أنفسهم علماء التوحيد والأصول، وقرروا قانوناً بينهم لا تجوز مخالفته ألبتة، وهو: إذا تعارض دليل سمعي ودليل عقلي جُمع بينهما إن أمكن، فإن تعذر الجمع أول الدليل السمعي ولو بتكلف، فإن تعذَّر التأويل رُدَّ الدليل السمعي إن كان من السنة ولو صحيحا من جهة السند، ويقولون: هذا خبر آحاد، فبسبب هذا القانون أولوا

أسماء الله وصفاته التي ذكرها في كتابه ووصف بها نفسه ووصفه بها رسوله وقالوا: إن اعتقاد ظواهر النصوص كفر صريح، ثم ذكر صفات كثيرة مما يؤولونها مثل: الرحمة، واليد، والنزول، والمجيء، والضحك، والغضب ... وغيرها. ثم قال: فسبحانك هذا بهتان عظيم!. فسبحان من أعمى بصائرهم! وطبع على قلوبهم! فهل يقول مسلم أو كافر إن فروخ الأعاجم أعلم من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!. ولعلنا بهذا النقل قد بينا معتقد الشيخ. والكتاب مليء بالرد على هؤلاء وغيرهم من الصوفية والمبتدعة.

بذلَ الشيخ- رحمه الله- جهوداً في نشر هذه العقيدة وبثها بين طلابه ومستمعيه. قال الشيخ حمزة سعداوي: (إن الشيخ- رحمه الله- أوقف نفسه على نشر العقيدة السلفية وصحح للناس عقائد، ووجَد عند الناس قابلية لهذه العقيدة. وكان يحذر من أهل البدع بجميع أصنافهم، ومن هؤلاء: الصوفية، فقد كان يُبين للناس أن هؤلاء ضلال

وقال أيضاً: (كان الناس عندهم بدع في زيارة القبور، وفي المآتم، وبعض الناس كان يتمسح بالضريح المنسوب لأمنا حوَّاء. وكان الشيخ- رحمه الله- ينهاهم عن هذه الأفعال، ويقول لهم: (وقَالَ رَبكمُ ادْعونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ ... ) .

<<  <   >  >>