وعند التّحقيق: فحياة الشّهداء ثابتة بالكتاب العزيز والسُّنّة الصّحيحة، ومنكرها مكذّب بالقرآن وصحيح السُّنّة:
فمن القرآن: قوله ـ تعالى ـ: {ولا تقولوا لمَن يُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون} ، وقال ـ تعالى ـ:{ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء} إلى قوله: {يستبشرون بنعمة من الله وفضل} .
وأمّا السُّنّة: فمثل قوله صلى الله عليه وسلم: «إنّ أرواح الشّهداء في حواصل طيور خضر، تسرح في الجنّة كيف شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلّقة تحت العرش» .
هذا ما ورد في القرآن، ولم يرد مثله في حقّ الأنبياء، وما ورد من ذلك لا يبلغ درجة هذا.
فإن قلتَ: يلزم على قولكم هذا: أنّ الشّهداء أفضل من الأنبياء.
فالجواب: أنّا لا نزيد على ما أخبر الله وصحّ عن نبيّه صلى الله عليه وسلم، ولا نقيس الأشياء بعقولنا. وأيضًا؛ فإنّ الخصوصيّة لا تقتضي تفضيلًا. فعلى هذا؛ لا يلزمنا ما أوردتموه علينا، سيّما ونحن نقول: إنّ فضل الأنبياء على غيرهم ثابت بنصوص من الكتاب والسُّنّة، ولكن إذا خصّ الله ـ تعالى ـ أحدًا من خلقه بشيء؛ لا يلزم أن يكون أفضل من الأنبياء. ويؤيّد الذي قلناه: ما ذكره العلّامة المحقّق السّيد محمد رشيد رضا ـ حفظه الله ـ في تفسيره لهذه الآية