يوم هو في شأن} ، وقال ـ تعالى ـ:{فإذا فرغتَ فانصب * وإلى ربّك فارغب} ، وفي الحديث:«مَن لم يسأل الله يغضب عليه» ، وفيه:«الدُّعاء سلام المؤمن وعماد الدّين» ، وحديث النّزول كلّ ليلة إلى سماء الدُّنيا؛ يقول ـ تعالى ـ:«هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه؟» . وعلى مذهب هذا العراقيّ، وقوله باستحباب الاستغاثة بغير الله، وجعل الوسائط بين العباد وبينه ـ تعالى ـ؛ يهدم هذا الأصل، الذي هو أصل الدّين، ويسدّ بابه، ويُستغاث بالأنبياء والصّالحين، ويرغّب إليهم في حاجات الطّالبين والسّائلين، وضرورات المضطرين من خلق الله أجمعين.
الوجه الرّابع: أنّ الله دعا عباده بربوبيّته العامّة الشّاملة لكليّات الممكنات وجزئياتها في الدُّنيا والآخرة، وانفراده بالإيجاد والتّدبير والتّأثير والتّقدير، والعطاء والمنع، والخفض والرفع، والعزّ والذّلّ، والإحياء والإماتة، والسّعادة والشّقاوة، والهداية والمغفرة، والتّوبة على عباده ... إلى غير ذلك من أفعال الرّبوبيّة وآثارها المشاهدة المصنوعة ـ إلى معرفته، وعبادته الجامعة لمحبّته والخضوع له وتعظيمه ودعائه، وترك التّعلّق على غيره محبّة وتعظيمًا واستغاثة؛ قال ـ تعالى ـ:{أمّن خلق السّموات والأرض وأنزل لكم من السّماء ماءً فأنبتنا به} إلى قوله ـ تعالى ـ: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم