قال في كتابه في الأصول:«أجمع المسلمون من أهل السُّنّة على: أنّ الله استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز، وأجمع المسلمون على: أنّ الله استوى على عرشه بذاته ... ثم ساق بسنده عن مالك قوله: «الله في السّماء، وعلمه في كلّ مكان» ، ثم قال في هذا الكتاب:«وأجمع المسلمون من أهل السُّنّة على أنّ معنى قوله ـ تعالى ـ: {وهو معكم أينما كنتم} ونحو ذلك من القرآن؛ بأنّ ذلك علمه، وأنّ الله فوق السّموات بذاته، مستوٍ على عرشه كيف شاء» . وهذا لفظه في كتابه.
وذكر الحافظ ابن عبد البرّ إمام أهل السُّنّة في زمانه، في كتاب «التّمهيد» ، عند شرح حديث:«ينزل ربّنا كلّ ليلة إلبى سماء الدُّنيا» ؛ فأطال الكلام على هذا الحديث، إلى أن قال:«وهذ الحديث فيه دليل على أنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ في السّماء على العرش من فوق سبع سموات، كما قالت الجماعة، وهو حُجّتهم على المعتزلة والجهميّة في قولهم: إنّ الله في كلّ مكان وليس على العرش، والدّليل على صحّة ما قال أهل الحقّ. فمن ذلك: قوله ـ تعالى ـ: {الرّحمن على العرش استوى} ... » ، ثم ذكر كثيرًا من الآيات القرآنيّة والأحاديث المرويّة النّبويّة، وأخذ يردّ ويشنّع على مَن خالف ذلك.
وممّن قال ذلك أيضًا من المالكيّة: ابن أبي زيد القيروانيّ، في «رسالته» في الفقه؛