للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنعم، وهناك {وَإِذْ قِيلَ} (١) إذ لا إبهام بعد تقديم التصريح به. الثاني: قال هنا: {أَدْخِلُواْ} وهناك {اسكنوا} لأن الدخول مقدم، ولذا قدم وضعاً المقدم طبعاً. الثالث: قال هنا: {خطاياكم} بجمع الكثرة لما أضاف ذلك القول إلى نفسه، واللائق بجوده غفران الذنوب الكثيرة، وهناك {خطيئاتكم} بجمع القلة إذ لم يصرح بالفاعل. الرابع: قال هنا: {رَغَدًا} دون هناك لإسناد الفعل إلى نفسه هنا، فناسب ذكر الإنعام الأعظم وعدم الإسناد هناك.

الخامس: قال هنا: {ادخلوا الباب سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ} وهناك بالعكس، لأن الواو لمطلق الجمع، وأيضاً المخاطبون يحتمل أن يكون بعضهم مذنبين، والبعض الآخر ما كانوا كذلك، فالمذنب لا بد وأن يكون اشتغاله بحط الذنب مقدماً على اشتغاله بالعبادة، فلا جرم كان تكليف هؤلاء أن يقولوا: (حطة) ثم يدخلوا وأما الذي لا يكون مذنباً، فالأولى به أن يشتغل أولاً: بالعبادة ثم يذكر التوبة. ثانياً: للهضم وإزالة العجب فهؤلاء يجب أن يدخلوا ثم يقولوا فلما احتمل كون أولئك المخاطبين منقسمين إلى ذين القسمين، لا جرم ذكر حكم كل واحد منهما في سورة أخرى. السادس: قال هنا: {وَسَنَزِيدُ} بالواو وهناك بدونه، إذ جعل هنا المغفرة مع الزيادة جزاءاً واحداً لمجموع الفعلين، وأما هناك فالمغفرة جزاء قول (حطة) والزيادة جزاء الدخول فترك (الواو) يفيد توزع كل من الجزاءين على كل من الشرطين.

السابع: قال هناك: {الذين ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (٢) وهنا لم يذكر (منهم) لأن أول القصة هناك مبني على التخصيص بـ {مِنْ} حيث قال: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحق} (٣) فخص في آخر الكلام ليطابق أوله؛ ولما لم يذكر في الآيات التي قبل {فَبَدَّلَ} هنا تمييزاً وتخصيصاً لم يذكر في آخر القصة ذلك. الثامن: قال هنا: {فَأَنزَلْنَا} وهناك {فَأَرْسَلْنَا}؛ لأن الإنزال يفيد حدوثه في أول الأمر، والإرسال يفيد تسليطه عليهم واستئصاله لهم، وذلك يكون بالآخرة. التاسع: قال هنا: {فَكُلُوا} (٤) بالفاء وهناك بالواو لما مر في {وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا} (٥) وهو أن كل فعل عطف عليه


(١) سورة الأعراف، الآية: (١٦١).
(٢) سورة الأعراف، الآية: (١٦٢).
(٣) سورة الأعراف، الآية: (١٥٩).
(٤) سورة البقرة، الآية: (٥٨).
(٥) سورة البقرة، الآية: (٣٥).

<<  <   >  >>