للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - أيضًا علم المتشابه اللفظي يعد دلالة على صدق نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث تتجلى الصور البدعية والمعاني العظيمة مطوية في ثناياه، مع أنه أمي لم يقرأ ولم يكتب، قال تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} (١).

٧ - يعين علم المتشابه اللفظي على المحافظة على علوم القرآن، وذلك لأن البحث في أوجه التشابه ومحاولة توجيهها يحتاج إلى النظر في اللغة والنحو والبلاغة وأصول الفقه وغيرها، فكان المتشابه اللفظي بذلك سببًا في تحصيل علوم كثيرة (٢).

٨ – علم المتشابه اللفظي يجعل الباحث يتيقن أن علمه قليلٌ متدبرًا قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (٣)؛ لأن الباحث مهما حاول توجيه المتشابه لابد أن يقف عند بعض المواضع قائلًا: الله أعلم بمراده أو يقولها بعد توجيهه لبعض المواضع، فمثلًا الإمام الرازي وهو عالم بحر ذكر بعض المواضع دون أن يوجهها، وبعضها الآخر بعد توجيهها قال: الله أعلم بمراده.


(١) سورة العنكبوت: الآية (٤٨).
(٢) «أثر دلالة السياق القرآني في توجيه معنى المتشابه اللفظي في القص/ القرآني دراسة نظرية تطبيقية على آيات قص/ نوح وهود وصالح وشعيب عليهم السلام»، للباحثة: تهاني بنت سالم باحويرث، (ص: ٣٤، ٣٥)، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى.
(٣) سورة الإسراء: الآية (٨٥).

<<  <   >  >>