للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

*كما أكثر من نقل الكثير من الآراء بصيغة التمريض (قيل - قالوا) دون أن يشير إلى القائل (١).

*أيضا نقل بعض الآراء بصيغة (قال: الإمام (٢)، المولى شيخ الإسلام (٣)، القطب (٤)، بعض المحققين (٥)، بعض الفضلاء (٦) دون أن يشير، وقد وجدت في بعض المسائل التي اشترك في توجيهها مع الإمام الرازي أنه يقصد بـ (الإمام): الإمام الرازي لأنه نقل رأي الإمام الرازي بنصه، وكذلك القطب (وسأبين بالتفصيل عند عرض هذه المسائل في فصل المقارنة بين الإمامين).

بروز شخصية الإمام الألوسي في النقل:

أ. فهو أحيانًا يأتي برأى غيره وينتقده:

مثال ذلك: عند تفسير قوله الله عز وجل: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (٧) قال: «{فَلَا تَقْرَبُوهَا} كيلا يدانى الباطل والنهي عن القرب من تلك الحدود التي هي الأحكام كناية عن النهي عن قرب الباطل لكون الأول لازماً للثاني وهو أبلغ من (لا تعتدوها) لأنه نهي عن قرب الباطل بطريق الكناية التي هي أبلغ من الصريح، وذلك نهي عن الوقوع في الباطل بطريق الصريح، وعلى هذا لا يشكل لا تقربوها في تلك الأحكام مع اشتمالها على ما سمعت، ولا وقوع {فَلَا تَعْتَدُوهَا} [البقرة: ٢٢٩] وفي آية أخرى إذ قد حصل الجمع وصح لا تقربوها في الكل، وقيل: يجوز أن يراد بحدود الله تعالى محارمه ومناهيه إما لأن الأوامر السابقة تستلزم النواهي لكونها مغياة بالغاية، وإما لأن المشار إليه قوله سبحانه: {وَلَا تباشروهن} وأمثاله، وقال أبو مسلم: معنى {لا تَقْرَبُوهَا} لا تتعرضوا لها


(١) يُنظر نص بعض المسائل: روح المعاني، (١/ ٤١٧، ٣٧١)، (٢/ ٧٥، ٢٠٧)، (٣/ ٩٤، ١٢٠)، (٤/ ٢٩٧)، (٥/ ٢٧، ٨٣، ١٥٥).
(٢) يُنظر: روح المعاني، (٤/ ٢٩٩)، (٩/ ٢٧٥)، (١٣/ ٣٢٦)، (١٤/ ١٣٩)، في أغلب التوجيهات يقصد بالإمام: الرازي.
(٣) يُنظر: روح المعاني، (٨/ ٦٥).
(٤) يُنظر: روح المعاني، (٤/ ٢٩٩).
(٥) يُنظر: روح المعاني، (٣/ ٩٤).
(٦) يُنظر: روح المعاني، (١٢/ ١٦٧).
(٧) سورة البقرة، الآية: (١٨٧).

<<  <   >  >>