للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - الفرق بين إبدال قوله تعالى الفرق بين قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (١)، بقوله تعالى {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (٢).

قال الإمام الألوسي: «وفصلت الآية السابقة بـ {يَتَفَكَّرُونَ} لأنها كانت لبيان الأحكام والمصالح والمنافع والرغبة فيها التي هي محل تصرف العقل والتبيين للمؤمنين فناسب التفكر، وهذه الآية بـ {يَتَذَكَّرُونَ} لأنها تذييل للإخبار بالدعوة إلى الجنة والنار التي لا سبيل إلى معرفتها إلا النقل والتبيين لجميع الناس فناسب التذكر» (٣).

٣ - الفرق بين إبدال قوله تعالى الفرق بين قوله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (٤) بقوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ} (٥)، وقوله تعالى: {حتى إِذَا مَا جَاءوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وأبصارهم وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٦).

قال الإمام الألوسي: «وكأنه سبحانه لما صدر آية النور وهي قوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ} بالشهادة وذكر جل وعلا الأعضاء من الأعالي إلى الأسافل أسندها إلى الجميع ولم يخص سبحانه الأيدي بالتكليم لوقوعها بين الشهود مع أن ما يصدر منها شهادة أيضاً في الحقيقة فإن كونها عاملة ليس على الحقيقة بل هي آلة والعامل هو الإنسان حقيقة وكان اعتبار الشهادة من المصدر هناك أوفق بالمقام لسبق قصة الإفك وما يتعلق بها ولذا نص فيها على الألسنة ولم ينص ههنا عليها بل الآية ساكتة عن الإفصاح بأمرها من الشهادة وعدمها، والختم على الأفواه ليس بعدم شهادتها إذ المراد منه منع المحدث عنهم عن التكلم


(١) سورة البقرة، الآية: (٢١٩).
(٢) سورة البقرة، الآية: (٢٢١).
(٣) روح المعاني، (١/ ٥١٤).
(٤) سورة يس، الآية: (٦٥).
(٥) سورة النور، الآية: (٢٤).
(٦) سورة فصلت، الآية: (٢٠).

<<  <   >  >>