للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والآخر: قوله: سنزيد المحسنين وهو واقع في مقابلة دخول الباب سجدا فترك الواو يفيد توزع كل واحد من الجزاءين على كل واحد من الشرطين. وأما في سورة البقرة فيفيد كون مجموع المغفرة والزيادة جزاء واحدا لمجموع الفعلين أعني دخول الباب وقول الحطة.

السؤال الثامن: قال الله تعالى في سورة البقرة: فبدل الذين ظلموا قولا وفي الأعراف: فبدل الذين ظلموا منهم قولا فما الفائدة في زيادة كلمة «منهم» في الأعراف؟

الجواب: سبب زيادة هذه اللفظة في سورة الأعراف أن أول القصة هاهنا مبني على التخصيص بلفظ «من» لأنه تعالى قال: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} (١) فذكر أن منهم من يفعل ذلك ثم عدد صنوف إنعامه عليهم وأوامره لهم، فلما انتهت القصة قال الله تعالى: فبدل الذين ظلموا منهم فذكر لفظة: منهم في آخر القصة كما ذكرها في أول القصة ليكون آخر الكلام مطابقا لأوله فيكون الظالمون من قوم موسى بإزاء الهادين منهم فهناك ذكر أمة عادلة، وهاهنا ذكر أمة جابرة وكلتاهما من قوم موسى فهذا هو السبب في ذكر هذه الكلمة في سورة الأعراف، وأما في سورة البقرة فإنه لم يذكر في الآيات التي قبل قوله: فبدل الذين ظلموا تمييزا وتخصيصا حتى يلزم في آخر القصة ذكر ذلك التخصيص فظهر الفرق.

السُّؤَالُ التَّاسِعُ: لِمَ قَالَ فِي الْبَقَرَة {فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا} (٢) وقال في الأعراف {فَأَرْسَلْنَا} (٣)؟

الجواب: الإنزال يفيد حدوثه في أول الأمر والإرسال يفيد تسلطه عليهم واستئصاله لهم بالكلية، وذلك إنما يحدث بالآخرة.

السؤال العاشر: لم قال في البقرة: {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (٤)، وَفِي الأعراف: بِما {بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ} (٥)؟


(١) سورة الأعراف، الآية: (١٥٩).
(٢) سورة البقرة، الآية: (٥٩).
(٣) سورة الأعراف، الآية: (١٦٢).
(٤) سورة البقرة، الآية: (٥٩).
(٥) سورة الأعراف، الآية: (١٦٢).

<<  <   >  >>