للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجواب: أنه تعالى لما بين في سورة البقرة كون ذلك الظلم فسقا اكتفى بلفظ الظلم في سورة الأعراف لأجل ما تقدم من البيان في سورة البقرة والله أعلم)) (١).

من خلال المثال المذكور يتضح طول نفس الإمام الرازي في توجيه جميع مواضع المتشابه اللفظي بين بعض الآيات وهو ما قام به في بعض المواضع كمقارنته بين آيتي سورة التوبة: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} (٢).

*تناول الإمام الرازي توجيه الفروق الأربعة بين الآيتين ثم بين الحكمة من تكرار الآية في سورة التوبة (٣).

*وكما فعل عند المقارنة بين آيتي سورتي البقرة وآل عمران في قوله تعالي: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (٤).

وقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (٥)، فقد أطال النفس في ذكر الفروق بين الآيتين (٦)، وفعل ذلك أيضًا في عدة مواضع (٧)

*وأحيانا يذكر الفرق بين قصتين ويطيل النفس في ذلك ويذكر توجيه جميع مواضع المتشابه اللفظي بين القصتين كما فعل أثناء توجيهه لمواضع المتشابه اللفظي بين قصتي نوح وهود في سورة الأعراف (٨).


(١) التفسير الكبير (٣/ ٩٨ - ١٠١).
(٢) سورة التوبة، الآية: (٥٥). والآية (٨٥)
(٣) يُنظر: التفسير الكبير، (١٦/ ١٥٧ - ١٥٩).
(٤) سورة البقرة، الآية: (١٦٤).
(٥) سورة آل عمران، الآية: (١٩٠).
(٦) يُنظر: التفسير الكبير (٩/ ١٣٨، ١٣٩)
(٧) يُنظر: التفسير الكبير (٢٥/ ٩٢، ٩٣).
(٨) يُنظر: التفسير الكبير، (١٤/ ١٦١ - ١٦٣).

<<  <   >  >>