للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حميمين، بكلمة طيبة، أو بسمة حانية من أحدهما، وإنه لفوز عظيم لمن دفع السيئة بالتي هي أحسن، لا يناله إلا ذو حظ عظيم، كما أشارت الآية الكريمة، بشيء من الصبر على السيئة التي ووجه بها، فصبر، وقابلها بالحسنة.

هذا هو خلق المؤمن في مجتمع المؤمنين، تضافرت الآيات الكريمة على تأصيله في نفوسهم، ومن هنا كانت تطلب من المؤمن في مثل هذه المواقف أن يكظم غيظه، ويعفو، ويصفح الصفح الجميل الذي لا يترك وراءه أثرا من حقد أو موجدة أو ضغينة:

{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} (١).

ولا تقل الأحاديث الشريفة عن الآيات الكريمة احتفالا بهذا الخلق الإنساني النبيل، خلق العفو والتسامح، وحضا على تأصيله فى نفوس المسلمين، واصفة السلوك التطبيقي العالي لهذا الخلق الذي اتصف به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قدوة المسلمين وإمامهم ومربيهم، داعية إلى الاقتداء به والسير على هداه:

فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى، فينتقم لله تعالى (٢).

كان صلوات الله عليه يتمثل توجيه رب العزة له:

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (٣).


(١) الحجر: ٨٥.
(٢) رواه مسلم.
(٣) الأعراف: ١٩٩.

<<  <   >  >>