للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هنا كان الذي يطلق لسانه في نشر أخبار الفاحشة في المجتمع آثما كفاعلها سواء؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ((القائل الفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء)) (١).

إن الفرد في المجتمع الإسلامي ستير حيي مترفع عن الصغائر والدنايا، له من خلقه الرصين الذي رباه عليه الإسلام ما يصرفه عن الخوض في أعراض الناس، ويصون لسانه عن المجاهرة بالمعصية، سواء أكانت منه أم سمعها أو رآها من غيره، عملا بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله)) (٢).

وقوله:

((لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة)) (٣).

وجاء قوم إلى عقبة بن عامر فقالوا: إن لنا جيرانا يشربون ويفعلون، أفنرفعهم إلى الإمام؟ قال: لا، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

((من رأى من مسلم عورة فسترها، كان كمن أحيا موءودة من قبرها)) (٤).

إن معالجة الضعف البشري لا يكون بالتنقيب عن عورات الناس وعيوبهم، وفضحهم، والتشهير بهم، وإنما يكون بحسن عرض الحق على أسماعهم، وتزيين الطاعة لهم، وتكريه المعصية إليهم، دونما تصريح


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
(٢) متفق عليه.
(٣) رواه مسلم.
(٤) أخرجه البخاري في الأدب المفرد.

<<  <   >  >>