للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جنازة، فحفظت من دعائه، وهو يقول: ((اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله (١)، ووسع مدخله (٢)، واغسله بالماء والثلج والبرد (٣)، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعده من عذاب القبر ومن عذاب النار)) حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت (٤). ثم يكبر التكبيرة الرابعة، ويدعو بهذا الدعاء: ((اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله))، ثم يسلم.

ويمشي في الموكب حتى يوضع النعش على القبر، فإذا ما تم الدفن استغفر للميت ودعا له بالتثبيت، وهذا ما كان يفعله الرسول الكريم ويأمر به، كما أخبر بذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، وقال:

((استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل)) (٥) وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: ((إذا دفنتموني فأقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم، وأعلم ماذا أراجع به رسل ربي)) (٦).

وقال الشافعية: ((ويستحب أن يقرأ عنده شيء من القرآن، وإن ختموا القرآن كان أفضل)) (٧).


(١) أي منزله في الجنة.
(٢) أي قبره.
(٣) الغرض تعميم أنواع الرحمة والمغفرة في مقابلة أصناف المعصية والغفلة.
(٤) رواه مسلم.
(٥) رواه أبو داود بإسناد حسن.
(٦) رواه مسلم.
(٧) انظر: المجموع للنووي ٥/ ٢٥٤.

<<  <   >  >>