للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) (١).

ويحرص المسلم التقي على حضور الجنازة حتى تدفن، لما في حضوره من ثواب عظيم، أخبرنا به الرسول الكريم بقوله:

((من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن

فله قيراطان))، قيل: وما القيراطان؟ قال: ((مثل الجبلين العظيمين)) (٢).

إن في تركيب الإسلام بحضور تشييع الميت حتى دفنه توطيدا لأواصر الأخوة بين المسلمين، وترسيخا لمشاعر الوفاء، وبمثل هذه المشاركات يجد المصابون جميل الصبر، ويحسون برد العزاء، وبخاصة إذا علموا أن الصفوف المتراصة التي تقف لتصلي على ميتهم ستشفع فيه، كما أخبر بذلك الرسول الكريم بقوله:

((ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه)) (٣).

وينبغي للمسلم أن يكون عالما بأحكام صلاة الجنازة، حافظا ما يقرأ فيها من أدعية مأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا ما وضع النعش، واصطف الناس للصلاة عليه، يكبر الإمام التكبيرة الأولى، فيتعوذ ويقرأ فاتحة الكتاب، ثم يكبر التكبيرة الثانية، فيصلي بعدها على النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلوات الإبراهيمية، ثم يكبر التكبيرة الثالثة، ويدعو للميت وللمسلمين. ومن أصح الأدعية المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - للميت ما يرويه عوف بن مالك رضي الله عنه إذ يقول:


(١) رواه الشيخان.
(٢) متفق عليه.
(٣) رواه مسلم.

<<  <   >  >>