للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الطعام على نحو تشمئز منه الأنظار وتنفر النفوس، وهذا ما حكاه كعب بن مالك رضي الله عنه قال:

((رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل بثلاث أصابع، فإذا فرغ لعقها)) (١).

وكان - صلى الله عليه وسلم - يأمر بلعق الأصابع وسلت الصحفة (٢)، وذلك فيما يروى عن جابر رضي الله عنه من أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بلعق الأصابع والصحفة، وقال:

((إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة)) (٣).

وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث، وقال: ((إذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها، وليمط عنها الأذى، وليأكلها، ولا يدعها للشيطان))، وأمرنا أن نسلت القصعة، وقال: ((إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة)) (٤).

وفي هذا الهدي النبوي الكريم، فضلا عن التماس البركة، حض على نظافة الأيدي والآنية؛ ومسحها من بقايا الأطعمة أليق بالإنسان المهذب النظيف، وأدل على نظافته وترتيبه وذوقه المرهف. وقد وصل الغرب اليوم إلى الأخذ بهذه العادة الحسنة التي قررها الرسول الكريم منذ خمسة عشر قرنا؛ فالأوربيون اليوم يمسحون الصحون ولا يدعون فيها شيئا.

وبدهي أن المسلم المرهف الحس المتأدب بأدب الإسلام لا يتمطق في

أكله، ولا يشخر، ولا ينفخ حين مضغه الطعام محدثا أصواتا منفرة مزعجة، ولا يكبر اللقمة بحيث يصبح منظر فيه منتفخا مزريا قبيحا.


(١) رواه مسلم.
(٢) أي مسحها.
(٣) رواه مسلم.
(٤) رواه مسلم.

<<  <   >  >>