للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفضائل، وقال البيهقي: «قال أحمد: وقد روي عن النبي صلّى الله عليه وسلم في دعاء الختم حديث منقطع بإسناد ضعيف، وقد تساهل أهل الحديث في قبول ما ورد من الدعوات وفضائل الأعمال ما لم تكن من رواته من يعرف بوضع الحديث أو الكذب في الرواية» «١» وأخذ بذلك أصحابه رضي الله عنهم فعن ثابت أن أنس ابن مالك كان إذا ختم القران جمع أهله وولده فدعا لهم «٢» ، وعن الحكم بن عتيبة قال:

كان مجاهد، وعبدة بن أبي لبابة، وناس؛ يعرضون المصاحف فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا أرسلوا إلي، وإلى سلمة بن كهيل، فقالوا: إنا كنا نعرض المصاحف فأردنا أن نختم اليوم فأحببنا أن تشهدونا فإنه كان يقال: إذا ختم القران نزلت الرحمة عند خاتمته، أو حضرت الرحمة عند خاتمته «٣» ، وكان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان أول ليلة من شهر رمضان اجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم فيقرأ في كل ركعة عشرين اية إلى أن يختم القران وكذلك يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القران فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال وكان يختم بالنهار كل يوم ختمه، ويكون ختمه عند الإفطار كل ليلة ويقول: عند كل ختمة دعوة مستجابة «٤» .

وأما قول بعض المعاصرين: «ولا حديث يصح عن النبي صلّى الله عليه وسلم، فهي ما بين موضوع أو ما يتقاعد عن الجابر، ولم يصح سوى قول مجاهد رحمه الله تعالى..» «٥»


(١) انظر: شعب الإيمان (٢/ ٣٧١) ، مرجع سابق.
(٢) مجمع الزوائد (٧/ ١٧٢) ، مرجع سابق، وقال: «رواه الطبراني ورجاله ثقات» .
(٣) مرويات دعاء ختم القران ص ٢٧، مرجع سابق، وقال: «وعن مجاهد قال: «الرحمة تنزل عند ختم القران» ورواه سعيد بن منصور في سننه بلفظ: «من ختم القران أعطي دعوة لا ترد» ، وأشار الحافظان: النووي، وابن حجر إلى أن أسانيده صحيحة موقوفا» .
(٤) شعب الإيمان (٢/ ٤١٦) ، مرجع سابق.
(٥) القائل هو الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد. انظر: مرويات دعاء ختم القران ص ٣٤، مرجع سابق.

<<  <   >  >>