قوله:(اقرصيه)، قال أبو موسى المديني - رحمه الله - يعني: ادلكيه بأطراف أصابعك، وأظفارك مع صب الماء حتى يذهب أثره، وقرصته: إذا قبضته بإصبعك على جلده ولحمه فآلمته، وقرصته: شتمته، وتناولته باللسان، وقال الهروي: سألته امرأة عن دم الحيض قرصيه بالماء أي: قطعيه، قال المنذري: وقد روي مخففا، ومثقلا، ومعناهما واحد.
قوله:(حتيه) بتاء مثناة من فوق بمعنى: الحك والقشر.
والحيض: أصله عند اللغويين: السيلان، يقال: حاض الوادي: إذا سال، قال الأزهري وغيره: الحيض جريان دم المرأة في أوقات معلومة، يرخيه رحم المرأة بعد بلوغها، ومخرجه قعر الرحم، يقال: حاضت المرأة، تحيض حيضا، ومحيضا ومحاضا: فهي حائض، كذا ذكره أبو العباس في فصيحه، وفي الصحاح: بالهاء، قال الشاعر:
كحائضة يزنى بها غير طاهر
وفي كتاب اللبلي عن كتاب الراعي: هو اجتماع فرج المرأة، وفي شرح الفصيح للتدمري: سمي بذلك تشبيها بالحيض، وهو ماء أحمر يخرج من شجر السمر، يقال عن ذاك حاضت السمرة، وفي المحكم: يجمع على حيض وحوائض، ويقال: امرأة طامث بالمثلثة والمثناة، وطامس، ودارس، وعارك، وفارك، وضاحك، وكابر، ومعصر، ونافس، وطامئ بالهمز بمعنى واحد، حكاه الهروي والقاضي أبو بكر بن العربي وغيرهما، وذكر الجاحظ في كتاب الحيوان: أنّ الأرنب تحيض، وكذلك الخفاش، واختلف النّاس في أول من حاض، فزعم بعضهم: أنّ أوّل ما كان على بني إسرائيل، ورد بقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا شيء كتبه الله على بنات آدم، وقال تعالى:{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} قال قتادة وغيره: حاضت.