٢٠٤ - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبد الحميد بن سليمان أخو فليح، ثنا أبو حازم قال: كان سهل بن سعد الساعدي يقدم فتيان قومه، يصلون بهم فقيل له: تفعل هذا، ولك من القدم ما لَكَ؟! قال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الإِمام ضامن، فإن أحسن فله ولهم، وإن أساء -يعني - فعليه ولا عليهم.
هذا حديث قال فيه الحاكم وخرجه من حديث سريج بن النعمان، عن عبد الحميد: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وكأنه - رحمه الله تعالى - لم يعتد بما قيل في راويه.
٢٠٥ - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن أم غراب، عن امرأة يقال لها: عقيلة، عن سلامة بنت الحر أخت خرشة، قالت: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يأتي على الناس زمان يقومون ساعة لا يجدون إماما يصلي بهم.
هذا حديث في سنده امرأتان مجهولتان: الأولى أم غراب طلحة، وإن كان قد روى عنها أيضًا مروان بن معاوية الفزاري، وفي الكمال: وهارون بن عباد، فيشبه أن يكون وهمًا، وذلك أنّ ابن عباد إنّما روى عن مروان عنها، نص على ذلك أبو داود وغيره، فإني لم أر من تعرض لمعرفة حالها، وأما عقيلة فلم أر من ذكر عنها راويًا غير أم غراب، ولا تعرض لحالها على أن أبا داود لما روى حديثها سكت عنه، وتبعه على ذلك المنذري وغيره، وليس كافيا، ولفظه: من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد لا يجدون إماما يصلي بهم.
وفي كتاب الخلال من حديث عبد الرزاق، عن أبيه: أن قومًا تدافعوا الإمامة فخسف بهم، قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: سمعته من عبد الرزاق، وليس له إسناد.
٢٠٦ - حدثنا محرز بن سلمة العدني، ثنا ابن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي علي الهمداني: أنه خرج في سفر فيه عقبة بن عامر الجهني، فحانت صلاة من الصلوات فأمرناه أن يؤمنا، وقلنا له: إنَّك أحقنا بذلك أنت صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من أم الناس فأصاب، فالصلاة له ولهم، ومن انتقص من ذلك شيئا فعليه ولا عليهم.