٢١٢ - حدثنا نصر بن علي الجهضمي، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني لأدخل في الصلاة، وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمّه ببكائه.
هذا حديث اتفقا على تخريجه، وفي لفظ عند البخاري: ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة، ولا أتم من صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتن أمه.
٢١٣ - حدثنا إسماعيل بن أبي كريمة الحراني، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن عبد الله بن علاثة عن هشام بن حسان، عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني لأسمع بكاء الصبي فأتجوز في الصلاة.
هذا حديث في سنده انقطاع فيما بين الحسن وعثمان، نص على ذلك أبو عبد الله الحاكم في مستدركه، وذلك أنه لما ذكر حديثه عنه: تمكث النساء أربعين يوما قال: فليعلم طالب الحديث أن الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص شيئا، وضعف بسبب ابن علاثة، وإن كان يحيى وثقه، وكذلك ابن سعد.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به وهو حسن الحديث، وقال أبو زرعة: صالح، فقد قال البخاري: في حديثه نظر، قال أبو الفتح الأزدي: لسنا نقنع من البخاري بهذا، ابن علاثة حديثه يدل على كذبه وكان أحد العضل في التزيد عن الأوزاعي، قال الخطيب: قد أفرط أبو الفتح في الميل على ابن علاثة، وأحسبه وقعت إليه روايات لعمرو بن حصين عنه، فنسبه إلى الكذب لأجلها، والعلة في تلك من جهة عمرو، فإنه كان كذابا، وأمّا محمد فقد وثقه