قولها: فانسللت، قيل: لأنها خافت وصول شيء من الدم إليه، أو تقذرت نفسها، ولم ترضها لمضاجعته عليه السلام، أو خافت نزول الوحي وشغله بحركتها عمّا هو فيه، فلهذا أخفت انسلالها.
والإرب فيه لغات: قال الجوهري: إرب، وإربة، وأرب، ومأربة، وهي: الحاجة، زاد القزاز والجمع: آراب ومآرب، ومنه قول عائشة: كان أملككم لإربه أي لحاجته، ولإربته، وهي الحاجة أيضا، زاد اللحياني في نوادره: والمأربة بفتح الراء وكسرها وضمها الحاجة.
اختلف العلماء في مباشرة الحائض، فأجاز مالك، وأبو حنيفة، والشافعي في أصح الأقوال ما فوق الإزار، وهو قول ابن المسيب، وسالم، والقاسم، وطاوس، وشريح، وقتادة، وسليمان بن يسار، والأوزاعي.
وقال أحمد، وإسحاق، ومحمد بن الحسن، وداود، وأصبغ، وبعض أصحاب الشافعي: يستمتع منها بما دون الفرج، وهو قول ابن عباس، والنخعي، والشعبي، والحسن، وعكرمة، والثوري تعلّقا بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس الذي في الصحيح: اصنعوا كل شيء إلا النكاح.
قال ابن حزم: وأما حديث عائشة: كنت إذا حضت نزلت عن المثال إلى الحصير، فلم نقرب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يدن مني حتى أطهر، فخبر ساقط وقوله تعالى:{فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ}، والمحيض في اللغة: قد يكون موضع الحيضة، وهو