وقد عرى من اللحم، وقالوا: يدلّ على أنّ العراق العظم بغير لحم، وقول الراجز: وهو يطير الطير عن زرع له:
عجبت من نفسي ومن إشفاقها … ومن مطرادي الطير عن أرزاقها
في سنة قد كشفت عن ساقها … حمراء تبري اللحم عن عراقها
والموت في عنقي وفي وأعناقها
فإنّما يريد: تبري اللحم عن عظامها.
والعرب تقول: هذا كلّه ثريد، تريد به مرّة اللحم بالعظم، ومرة العظم بغير لحم، كما تقول في العراق على ما قدمناه، وأكثر قولهم: إنّ العرق اللحم، والعراق العظم، والمعروق من العظام الذي أكل لحمه، ولذلك قال الشاعر:
ولا تهدي بمعروق العظام
وكذلك يقولون: رجل معروق ومعترق إذا لم يكن على قصبه لحم، ويقال ذلك للمهزول، ومنه قول رؤبة يذكر امرأة ورجلا: غول تصدى لسبنتي معترق، فمعترق: شديد القصب من اللحم، وتعرقت ما على العظم مثل عرق، وقال الهروي: تعرقته إذا أخذت عنه اللحم بأسنانك، وأما السؤر: بالهمزة فهو ما بقي من الشراب، وغيره في الإناء، كذا ذكره ثعلب، وذكر ابن درستويه أنّ العامة لا تهمز، وتركها الهمز ليس بخطأ، ولكن الهمز أفصح.
وفي كتاب اللبلي: هو يستعمل في كل بقية، وأسأر فلان من الطعام: إذا أبقى منه.