للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: يعلون. قال النابغة:

بلغنا السماء أبانا وجدودنا … وإنّا لنبغي فوق ذلك مظهرا

وأما اللبن مثل كلم، فواحده لبنة، ككلمة، ويقال: لبنة ولبن مثل لبدة ولبد. قال القزاز: هو المضروب مربعا، وكل شيء ربعته فقد لبنته، والملبن: هو الفاعل، وهو الذي يضرب به.

وأما الكنيف: فهو البناء الذي انتزع من الدور لقضاء الحاجة، وأصله الشيء الساتر؛ لأنه يستر ويغطي، أو لأنه كنف في أستر النواحي؛ ولذلك قالوا للترس كنيفا، قال لبيد: ولا الحجف الكنيف.

ولحظيرة الإِبل كذلك، وفي حديث: أن أبا بكر - رضي الله عنه - أشرف من كنف أي ستر. قال القزاز: ومنه قولهم: اذهب في كنف الله، أي: ستره وحياطته.

اختلف الناس في تأويل ما اختلف من الأخبار في استقبال القبلة واستدبارها؛ فذهب أبو أيوب إلى تعميم النهي والتسوية في ذلك بين الصحاري والأبنية، وهو مذهب الثوري والكوفي وأحمد وأبي ثور، واحتجوا بحديث أبي أيوب وغيره من الأحاديث الواردة في النهي، وفيها كثرة.

وقال آخرون: جائز استقبال القبلة وبيت المقدس على كلّ حال، واستدبارهما في الصحاري والبيوت.

قال الخطابي: وذهب ابن عمر إلى أنّ النهي إنّما جاء في الصحاري، وكذلك قاله الشعبي، وإليه ذهب مالك والشافعي، وقد قيل: إن المعنى في ذلك هو أنَّ الفضاء من الأرض موضع للصلاة، ومتعبد للملائكة والإنس والجن؛ ففاعل ذلك مستهدف للأبصار، وهو في الأبنية مأمون، وفي قول ابن عمر جمع بين الأخبار، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>