للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منكرة، لأن ظاهرها يقتضي ضربهم به، فليس صحيحا، لأن الذي في غير ما نسخة في الصحاح: الناقوس: الذي تضرب به النصارى لأوقات الصلوات، قال جرير:

لما تذكرت بالديرين أرقني … صوت الدجاج وقرع بالنواقيس

والنقس: ضرب الناقوس، وفي الحديث: كادوا ينقسون حتى رأى عبد الله بن زيد الأذان في المنام، زاد ابن سيده في محكمه: والنقس: ضرب من النواقيس: وهو الخشبة الطويلة، والوبيلة القصيرة، وقول الأسود بن يعفر:

وقد سبأت لفتيان ذوي كرم … قبل الصباح ولما تقرع النقس

يجوز أن يكون جمع ناقوس على توهم حذف الألف، وأن يكون جمع نقس الذي هو ضرب منها، كرهن ورهن، وسقف وسقف، وقد نقس الناقوس بالوبيل نقسا، وزعم أبو زكريا يحيي بن علي الخطيب التبريزي في كتاب العروض الكبير أن عليا رضي الله عنه سمع صوت الناقوس، فقال لمن معه من أصحابه: أتدرون ما يقول هذا الناقوس؟

قالوا: الله ورسوله أعلم، وابن عمه أعلم.

فقال: إن علمي من علم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الناقوس يقول:

حقا حقا حقا حقا … صدقا صدقا صدقا صدقا

يا ابن الدنيا جمعا جمعا … إن الدنيا قد غرتنا

يا ابن الدنيا مهلا مهلا … لسنا ندري ما فرطنا

ما من يوم يمضي عنا … إلا أوهى منا ركنا

ما من يوم يمضي عنا … إلا أمضى منا قرنا

.

قال أبو زكريا: وهذا البحر يسمى الغريب، والمتسق، وركض الخيل، وقطر الميزاب. وفي رواية:

إن الدنيا قد غرتنا … واستهوتنا واستلهتنا

يا ابن الدنيا مهلا مهلا … زن ما تأتي وزنا وزنا

.

<<  <  ج: ص:  >  >>