ولئن كان فقد قيل فيه: هو حديث رواه الحسين الحنفي، وهو منكر الحديث فيما ذكره عبد الحق، وأما البخاري فقال: حسين مجهول، وحديثه: يؤمكم أقرؤكم منكر، وأنه مما تفرد به الحسين، عن الحكم فيما ذكره الدارقطني معترضا. وأما قول أبي أحمد في الكامل: لعل البلاء فيه من الحكم؛ لأنه ضعيف، ليس من الحسين الحنفي، ففيه نظر؛ لأن الحكم لا يقاس بالحسين، فبالحري ألا يفضل عليه؛ لأنه ممن قال فيه أبو حاتم: ليس بالقوي، يروي عن الحكم أحاديث منكرة، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال ابن عدي نفسه: له حديث قليل، وغاية حديثه غرائب، وفي بعض حديثه مناكير، وأما الحكم فإن ابن عيينة قال: سألت يوسف بن يعقوب: كيف كان الحكم بن أبان؟ فقال: ذاك سيدنا. وقال ابن معين: هو ثقة. وقال أبو زرعة: صالح الحديث. وقال العجلي: ثقة صاحب سنة، كان إذا هدأت العيون، وقف في البحر إلى ركبتيه، يذكر الله تعالى حتى يصبح، يذكر مع حيتان البحر، ودوابه. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: ربما أخطأ وإنما وقعت المناكير في روايته من رواية ابنه إبراهيم بن الحكم عنه، وإبراهيم ضعيف. وقال ابن عيينة: أتيت عدن. فقلت: إما أن يكون القوم علماء كلهم، وإما أن يكونوا كلهم جهالا، فلم أر مثل الحكم بن أبان، فقد ظهر لك فرق ما بين الرجلين من غير تعصب، ولا مين، وأن الحكم بن أبان، خير من حسين بزمان، ورواه ابن عدي بلفظ: قال - صلى الله عليه وسلم -: لا يؤذن غلام حتى يحتلم، وليؤذن لكم خياركم من حديث إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود، عن عكرمة.
٣٠ - حدثنا أبو كريب، حدثنا مختار بن غسان، حدثنا حفص بن عمر الأزرق البرجمي، عن جابر عن عكرمة، وحدثنا روح بن الفرج، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا أبو حمزة، عن جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أذن محتسبا سبع سنين كتب له براءة من النار.