ابن عرعرة قال: سأل رجل عليا - عليه السلام - عن: أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا، أهو أول بيت بني في الأرض؟ قال: لا كان نوح قبله، وكان في البيوت، وكان إبراهيم قبله، وكان في البيوت، ولكنه أول بيت وضع للناس فيه البركة، والهدى، ومقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا … الحديث، فهذا علي - رضي الله عنه - بين أن المراد بالوضع غير البناء، وإذا كان هكذا فلا إشكال، إذ مفهوم حديثه يقتضي، وضع ذلك فيه من الله تعالى قبل أن يضع مثله في مكان المسجد الأقصى، وسياق الآية الكريمة يدل عليه أيضا ويزيد وضوحا بما ذكر في تاريخ بيت المقدس تأليف: محمد بن عبدك الكنجي، ومن خطه نقلت: أن أبا عمرو الشيباني، قال: قال علي بن أبي طالب: كانت الأرض ماء، فبعث الله ريحا فمسحت الأرض مسحا فطهرت على الأرض زبدة، فقسمها الله أربع قطع فخلق من قطعة مكة، ومن الثانية المدينة، ومن الثالثة بيت المقدس، ومن الرابعة مسجد الكوفة. وعن كعب قال: بنى سليمان بيت المقدس على أساس قديم كما بنى إبراهيم البيت على أساس قديم، قال: والأساس لبيت المقدس أسسه سام بن نوح - عليه السلام - وأما ما رد به أيضا، قول ابن حبان أن آدم - عليه السلام - حج البيت، وليس فيه تصريح لكونه مبنيا يومئذ، لا سيما على رواية من روى أنه كان إذ ذاك الوقت خشفة، أو ياقوتة. انتهى من وجه الدلالة من هذا أن الأيام التي خلقت فيها السموات، والموجودات كل سهم منها ألف سنة على ما رجحه ابن جرير، واحتج له فيحتمل أن يكون خلق البيت، قبل خلق المسجد الأقصى بهذا المقدار من سني الدنيا - والله أعلم -.