علي بن السكن من حديث ثور بن يزيد، عن زياد، عن أخيه عثمان، ولما عرف أبو حاتم الرازي، وغيره زيادا وصفوه بالرواية عن أخيه، فإن قلت: لعل الإشبيلي قد علم أنه إنما رواه عن ميمونة عثمان لا زياد ففسره به، فالجواب أنه إنما نسب الحديث إلى أبي داود، ولم يقع عنده إلا مبهما، فإن كان علمه عن عثمان فليس له أن يعزوه كذلك إلى أبي داود، ولئن أغضضنا عما قلته فأيش تعمل بتفسيره إياه بزياد بعد، وهو تناقض ظاهر لا شك فيه - والله تعالى أعلم -.
الثالث: قوله: ليس بقوي، وقد بينا قوته، وأما قول ابن القطان: هو خبر غير صحيح؛ للجهل بحال زياد وأخيه فكذلك أيضا، وتفْسير الأوزاعي يرد عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: بزيت يسرج في قناديله ويزيده وضوحا ما رواه أبو نعيم الحافظ، عن أبي بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، ثنا مهاجر بن كثير، عن الحكم بن مصقلة العبدي، عن أنس بن مالك: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أسرج في مسجد من مساجد الله سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له مادام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج.