ولما رواه أبو عيسى، عن علي بن حجر، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج من غير ذكر التسمية قال: هذا حديث غريب، وليس إسناده بمتصل، لأن الليث روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة، أنها وصفت قراءة النبي حرفا حرفا، وحديث الليث أصح.
.
قد ذكرنا من رواه غيره قبل، ولكن علة الانقطاع هي الموجبة للرد، وأما عمر فقد قال فيه أبو عاصم: كان أحسن أخذا للحديث من ابن المبارك، وقال أحمد: ما أقدر أتعلق عليه بشيء، وقال البخاري: هو مقارب الحديث، لا أعرف له حديثا ليس له أصل إلا حديثا واحدا، وقال أحمد بن سيار: كانت مرجئة بلخ يقعون فيه، وكان قتيبة يطريه، ويوثقه، وقال وكيع: كان يعرف بالحفظ، وكان أعلم الناس بالقرآن، وقيل لابن مهدي: بلغنا أنك تذكره، فقال: أعوذ بالله، ما قلت فيه إلا خيرا، ولئن سلمنا الانقطاع الذي حكاه أبو عيسى، وإن كان لم يجزم به، فالواسطة ثقة عند ابن حبان، فغير ضار للحديث، على أن ابن أبي مليكة قد روى وسمع ممن هو أقدم موتا من أم سلمة، وهو معاصرها وقطين بلدها، وهذا كاف عند كثير من العلماء إذ لم ينص عليه أحد، والله أعلم.