حديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم من التابعين، وهو قول الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق، وقال الخطابي: أصح الروايات وأشهرها رجالا تشهد ابن مسعود، وقال ابن المنذر والطوسي: قد روي حديث ابن مسعود من غير وجه وهو أصح حديث روي في التشهد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال ابن عبد البر: بتشهد ابن مسعود أخذ أكثر أهل العلم؛ لثبوت نقله عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال علي ابن المديني: لم يصح في التشهد إلا ما نقله أهل الكوفة عن عبد الله، وأهل البصرة عن أبي موسى، وبنحوه قاله ابن طاهر. وقال النووي: أشدّها صحة باتفاق المحدثين حديث ابن مسعود، ثم حديث ابن عباس، وعند البخاري: ثم ليتخيّر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به وعند مسلم: كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم: السلام على الله، السلام على فلان، فقال لنا ذات يوم: إن الله هو السلام.
وفي الأوسط للطبراني: ثنا إبراهيم بن أحمد الوكيعي، ثنا أبي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا مفضل بن مهلهل عن العلاء بن المسيب، عن أبيه قال: كان ابن مسعود يعلم رجلا التشهد، فقال عبد الله: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقال الرجل: وحده لا شريك له، فقال عبد الله: هو كذلك، ولكن ننتهي إلى ما عُلِّمناه وقال: لم يروه عن العلاء إلا المفضل، تفرد به يحيى بن آدم.
وفي مسند البزار: أنّ عبد الله كان يعلم رجلا التشهد: وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقال الرجل: وأن محمدا عبده ورسوله، فأعادها عبد الله عليه مرات كلّ ذلك يقول: وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فقال عبد الله: هكذا عُلِّمنا وهذا الحديث إنما أدخلته المسند؛ لأنه