للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٢٧ - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس، عن حصين، عن هلال بن يساف قال: أخذ بيدي زياد بن أبي الجعد فأوقفني على شيخ بالرّقة يقال له: وابصة بن معبد، فقال: صلى رجل خلف الصف وحده، فأمره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعيد.

هذا حديث قال فيه أبو عيسى الترمذي وأبو علي الطوسي: حديث حسن، وقد كره قوم من أهل العلم أن يصلي الرجل خلف الصف وحده، وقالوا: يعيد، وبه يقول أحمد وإسحاق، وقال قوم: يجزئه، وهو قول الثوري، وابن المبارك والشافعي، وذهب قوم من أهل الكوفة إلى حديث وابصة منهم: حماد بن أبي سليمان وابن أبي ليلى ووكيع.

وفي حديث حصين ما يدل على أنّ هلالا أدرك وابصة، واختلف أهل الحديث في هذا، فقال بعضهم: حديث عمرو بن مرّة عن هلال، عن عمرو بن راشد، عن وابصة أصح؛ وقال بعضهم: حديث حصين عن هلال، عن زياد، عن وابصة أصح، قال: وهذا عندنا أصح من حديث عمرو؛ لأنه قد روي من غير حديث هلال، عن زياد، عن وابصة.

وقال الشافعي: سمعت بعض أهل العلم بالحديث يذكر أنّ بعض المحدثين يدخل بين هلال ووابصة رجلًا، ومنهم من يرويه عن هلال عن وابصة سمعه منه، وسمعت بعض أهل العلم منهم كأنه يوهنه بما وصفت.

وقال البيهقي: لم يخرجه الشيخان لما حكاه الشافعي من الاختلاف في سنده، ولما في حديث علي بن شيبان من أنّ رجاله غير مشهورين.

وقال الشافعي في موضع آخر: لو ثبت الحديث لقلت به، ولما خرج الحاكم لوابصة حديثا في مستدركه، قال: صحيح على شرط الشيخين، غير أنهما لم يخرجا لوابصة شيئا لفساد الطريق إليه، وقال ابن المنذر: حديث وابصة ثبته أحمد وإسحاق، وصححه أيضا ابن حزم واستدل به؛ وقال أبو عمر بن عبد البر: في حديث وابصة اضطراب، وأثبته جماعة، وقال أبو محمد الإشبيلي: وغير أبي عمر

<<  <  ج: ص:  >  >>