ابن عدي: هو مجهول، يعني بذلك جهالة الحال، لا العين.
وذلك أنه روى عنه جماعة، منهم حيوة بن شريح، والليث بن سعد، وسعيد بن أبي أيوب، وعقبة بن نافع، ويحيى بن أيوب، ذكر أبو محمد بن سرور أنّ الجماعة رووا حديثه إلَّا مسلما، وروى ذلك أبو الحسن بن القطان، فقال: هو ممن يجب على مسلم إخراج حديثه، وأيضا فالبخاري لم يخرج حديثه محتجا به، إنّما روى عنه تعليقا، بَيَّنَ ذلك أبو نصر الكلاباذي - رحمهم الله تعالى - وأبو حفص الدمشقي، ولم يذكره ابن أبي حاتم ولا البخاري، وذكر أبو عمر في كتاب الانتقاء: أنّه روى عن مكحول، قال: وروى عنه إسحاق بن أسيد حديثا منكرا، وقد قيل: إنّه عثمان بن أبي العاتكة، وليس ممن تقوم به حجة. انتهى.
فعلى هذا تكون روايته عن أبي أمامة منقطعة مع ضعفها.
قال أبو عمر: يعني استقيموا على الطريقة النهجة؛ التي نهجت لكم، وسددوا وقاربوا، فإنكم لن تطيقوا الإِحاطة في أعمال البر، ولا بدّ للمخلوق من ملال وتقصير في الأعمال، فإن قاربتم ووفقتم كنتم أجدر أن تبلغوا ما يراد منكم.