أخرجته شاهدا، وأما قول الترمذي: حسن غريب، فيعني بذلك حسن المتن؛ لأنه روي نحوه من غير وجه، والغرابة في الإسناد وهي تفرد ابن أبي الزناد به، وهو ممن ذكر قبل ما للناس فيه من الكَلام.
وأمّا سعد بن عبد الحميد فذكر مهنأ أنه سأل أحمد وابن معين وأبا خيثمة عنه: كيف هو؟ فقالوا: كان هاهنا في ربض الأنصار يدّعي أنه سمع عرض كتب مالك، قال أحمد: والناس ينكرون عليه ذلك، هو هنا ببغداد لم يحج، كيف سمع عرض مالك.
وأمّا صالح بن نبهان فهو ممن قال فيه مالك بن أنس: ليس بثقة، فلا يأخذون عنه شيئا.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وكان شعبة لا يروي عنه، وينهى عنه.
واختلف قول يحيى فيه، فمرة قال: ثقة حجة، ومرة قال: لم يكن ثقة.
وقال ابن حبان: تغيّر سنة خمس وعشرين ومائة، وجعل يأتي بالأشياء التي تشبه الموضوعات عن الثقات، فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم، ولم يميز، فاستحق الترك.
وقال ابن سَعْد: رأيتهم يهابون حديثه.
وقال ابن معين: لقيه مالك بعد ما كبَّر وخرف، وكذلك الثوري، ولكن ابن أبي ذئب سمع منه قبل أن يخرف.
وقال ابن عدي: لا بأس به إذا روى عنه القدماء: ابن أبي ذئب وابن جريج وزياد بن سَعْد وغيرهم، ومن سمع منه بأخرة وهو مختلط مثل مالك والثوري فغير شيء.
وفيما قالاه مخالفة لما ذكره البخاري من أنّ ابن أبي ذئب سمع منه بأخرة.
وذكره العقيلي والساجي ويعقوب في الضعفاء، ورواه أحمد في مسنده من جهة سليمان بن داود الهاشمي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن صالح: سأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شيء من أمر الصلاة، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: خلل أصابع يديك ورجليك - يعني: إسباغ الوضوء - وإذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك حتى تطمئن، وإذا سجدت فلتمكن جبهتك من الأرض حتى تجد حجم الأرض.