الإِمامية خاصة، ومن عداهم فخارجون عن الملّة، والإِمامية بعضها معتزلة، إما وعيدية وإما تفضيلية، وبَعْضها إخبارية، إمّا مشبهة وإما سلفية، فقد تبين لك تفصيل ما أجمل، والله أعلم.
وأما ما حكاه عنهم من أنّ الكعب في ظهر القدم فكان ينبغي له ردّه بما لا طاقة لهم به، وهو قول إمام اللغة عبد الملك بن قريب، فإنه أنكر ذلك القول على قائله، وأبو عبيدة وغيرهما، وإن كان قد ذكر أبو إسحاق ذلك أخيرًا فذكره هنا أولى.
قال أبو موسى المديني: ذهب عامة الصحابة والتابعين إلى أنه الملتصق بالساق المحاذي للعقب، وليس بالظاهر في ظهر القدم.
وقال أبو بكر بن خزيمة في مسنده الصحيح من حديث عثمان الذي فيه وغسل اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، واليسرى مثل ذلك: الكعبان هما العظمان الناتئان في جانبي القدم، إذ لو كان العظم الناتئ على ظهر القدم لكان للرجل اليمنى كعب لا كعبان، ثم ذكر حديث طارق الذي فيه: ورجل خلفه، يعني الذي يرميه بالحجارة، وقد أدمى كعبيه وعرقوبيه، قال: وفي هذا دلالة على أن الكعب هو العظم الناتئ في جانبي القدم إذ الرمية إذا جاءت من وراء الماشي لا تكاد تصيب القدم، إذ الساق مانع أن يصيب الرمية ظهر القدم، ثم ذكر حديث النعمان: فرأيت الرجل يلزق كعبه بكعب صاحبه وركبته بركبة صاحبه.
وأما قوله: إنّ عبد الرحمن أدرك عشرين ومائة - فيحتاج إلى زيادة بيان، وذلك أنّ عطاء بن السائب روى عنه: أدركت عشرين ومائة من الصحابة كلّهم من الأنصار، فهذا هو أخبر عن نفسه إدراكه لهؤلاء الأنصاريين، فكيف بمن بعدهم من بقية