مسّ الذكر قال: حديث بسرة صحيح من أثبتها، وإنّما يطعن عليه من لا يذهب إليه، قلت: فلم لا تتوضأ أنت منه؟! قال: لأنيْ رأيت أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يتوضأ بعضهم، قلت: فإذا اختلف الصحابة في شيء وأنت تجده عن النبي - عليه السلام - تدعه؟
ولما سأله مضر بن محمد قال: ما صح فيه شيء إلا حديث بسرة وحديث بسرة فيه شيء، ولما خرجه الحافظ أبو بكر بن إسحاق السلمي في صحيحه من حديث هشام، عن أبيه، عن مروان عنها، قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: أنا ابن وهب، عن مالك قال: أرى الوضوء من مس الذكر استحبابًا لا أوجبه، وكان الشّافعي يوجب الوضوء من مس الذكر اتباعا لخبر بسرة لا قياسا.
قال أبو بكر: وبقول الشافعي أقول؛ لأنّ عروة قد سمع خبر بسرة منها، لا كما توهمه بعض الناس من أنّ الخبر واهي لطعنه في مروان.
ولما ذكره ابن حبان في صحيحه من جهة عروة سمعت بُسرة؟ قال: معاذ الله أن نحتج بمروان. وخرجه ابن الجارود في منتقاه من حديث عروة، عن مروان، وفي آخره: قال عروة: فسألت بسرة فصدقته.
ولما ذكره في المعرفة قال: إذا ثبت سؤال عروة بسرة له كان صحيحًا على شرط البخاري ومسلم جميعًا.
ولما خرجه ابن البيع في مستدركه من جهة خلف، عن حماد بن زيد، عن هشام أنّ عروة كان عند مروان، فسئل عن مس الذكر، فقال عروة: إن بسرة حدّثتني أنّ النبي - عليه السلام - قال: إذا أفضى أحدكم إلى ذكره فلا يصل حتى يتوضأ، فبعث مروان حرسيا … الحديث.
قال: هكذا ساق ابن زيد هذا الحديث، وذكر فيه سماع عروة من بسرة، وخلف بن هشام ثقة، وهو أحد أئمة القراء، ومما يدل على صحة روايته رواية الجمهور من أصحاب هشام، عن أبيه، عن