وقال أبو عمر في التمهيد: قد صحّ عند أهل العلم سماع مكحول من عنبسة، ذكر ذلك دَحيم وغيره، وذكر البيهقي في الخلافيات عن إسناد أبي عبد الله: هذا حديث حدّث به الإِمام أحمد ويحيى بن معين وأئمة الحديث، وكان يحيى بن معين يثبت سماع مكحول من عنبسة، قال يعني الحاكم: فإذا ثبت سماعه منه فهو أصح حديث في الباب.
وقال الخلال في كتاب العلل: قال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري: حدّثني محمد بن زرعة الرعيني قال: سألت مروان بن محمد: مكحول سمع من عنبسة؟ فلم ينكر ذلك.
قال الخلال: ولو لم يكن عند أبي عبد الله أنّ مكحولا سمع من عنبسة لم تتواتر عنه الرواية بتصحيح حديث أم حبيبة.
وقال ابن السكن: ولا أعلم في حديث أم حبيبة علّة إلا أنه قيل: إن مكحولا لم يسمع من عنبسة، وأبى ذلك الحافظ البخاري لما سأله عنه الترمذي بقوله: مكحول لم يسمع من عنبسة، روى عن رجل عن عنبسة، عن أم حبيبة: من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة.
وكأنه لم ير هذا الحديث صحيحا، وفي مراسيل ابن أبي حاتم: وسئل أبو زرعة عن حديث أم حبيبة في مس الفرج، فقال مكحول: لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان شيئا؛ وكذا ذكره أبو عبد الرحمن النسائي.
وفي كتاب العلل للرازي: قلت لأبي: حديث أم حبيبة فيمن مسّ ذكره؟ فقال: روى ابن لهيعة في هذا الحديث مما يوهن الحديث، قال أبو محمد: أي تدل روايته أن مكحولا قد أدخل بينه وبين عنبسة رجلا.
وفي الاستذكار: لم يسمع مكحول من عنبسة حديث أم حبيبة في مسّ الذكر، وفي موضع آخر منه: