ولو من ثور أقط، وفي لفظ: مما أنضجت النار، وفي لفظ: قال ابن عباس: أتوضأ من طعام أجده حلالا في كتاب الله عز وجل؛ لأن النار محشته؟!.
وقال البيهقي في كتاب السنن الكبير: وذهب بعض أهل العلم إلى أن حديث أبي هريرة - يعني هذا - معلول بفتواه بعد وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بألا وضوء منه، انتهى كلامه.
وفيه نظر؛ لما علم من مذاهب المحدثين بأنّ العبرة بما روى لا بما رأى، خلافا للحنفيين.
٤ - حدثنا حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، أنا يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: توضئوا مما مسست النار.
هذا حديث لم يسمعه ابن شهاب من عروة، بيان ذلك في كتاب مسلم وغيره: قال مسلم: ثنا عبد الملك بن شعيب، حدثني أبي، عن جدّي، حدّثني عقيل بن خالد، قال: قال ابن شهاب: أخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن خارجة بن زيد الأنصاري أخبره أن أباه زيد بن ثابت قال: سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الوضوء مما مست النار.
قال ابن شهاب: وأخبرني عمر بن عبد العزيز أن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، أخبره أنه وجد أبا هريرة يتوضأ على المسجد، فقال: إنما أتوضأ من أثوار أقط أكلتها؛ لأني سمعت من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: توضئوا مما مست النار.
قال ابن شهاب: أخبرني سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان، وأنا أحدثه هذا