دام في الكرش، ولا يقال للسرير: نعش إلا ما دام عليه الميت، ولا يقال للعظم: عرق إلا ما دام عليه لحم، ولا يقال للخيط: سمط إلا ما دام فيه خرز، ولا يقال للثوب: حلة إلا أن يكون ثوبين اثنين من جنس واحد، ولا يقال للحبل: قرن إلا إذا قرن فيه بعيران، ولا يقال للقوم: رفقة إلا ما داموا منضمين في مجلس واحد ومسير واحد، فإذا تفرقوا ذهب عنهم اسم الرفقة، ولم يذهب عنهم اسم الرفيق، ولا يقال للبطيخ: حدج إلا ما كانوا صغارا خضرا، ولا يقال للذهب: تبر إلا إذا ما دام غير مصوغ.
ولا يقال للحجارة: رضف إلا إذا كانت محماة بالشمس أو بالنّار، ولا يقال للشمس: الغزالة إلا عند ارتفاع درجة النهار.
ولا يقال للثوب: مطرف إلا إذا كان في طرفيه علمان، ولا يقال للمجلس: النادي إلا ما دام فيه أهله، ولا يقال للريح: بليل إلا إذا كانت باردة ومعها ندى، ولا يقال للمرأة: عاتق إلا ما دامت في بيت أبويها، ولا يقال للبخيل: شحيح إلا إذا كان مع بخله حريصا، ولا يقال للذي يجد البرد: خرص إلا إذا كان مع ذلك جائعا، ولا يقال للماء الملح: أجاج إلا إذا كان مع ملوحته مرا، ولا يقال للإسراع في السير: إهطاع إلا إذا كان معه خوف، ولا إهراع إلا إذا كان معه رعدة، وقد نطق القرآن بهما، ولا يقال للجبان: كع إلا إذا كان مع جبنه ضعيفا، ولا يقال للمقيم: متلوم إلا إذا كان على انتظار، ولا يقال للفرس: محجل إلا إذا كان البياض في قوائمه الأربع أو ثلاث، ولا يقال: ذود إلا للقليل من إناث الإبل، ذكره ابن الجوزي في تقويم اللسان، والله تعالى أعلم.