الأولى: ضعف راويه أبي أيوب، يقال: أبو عثمان، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو صالح، ويقال: أبو سعيد عطاء بن أبي مسلم عبد الله، ويقال: ميسرة الخراساني الأزدي البلخي الشامي المهلبي نسبة لولاء ابن أبي صفرة، وهو وإن كان مسلم قد روى حديثه، ووثقه ابن معين، وأبو حاتم الرازي، والدارقطني، فقد كذبه سعيد بن المسيب، وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ، يخطئ ولا يعلم، فبطل الاحتجاج به، وذكره الساجي والعقيلي في كتاب الضعفاء.
الثانية: انقطاع ما بين عطاء وأنس بن مالك، نص على ذلك أبو زرعة الرازي فيما ذكره ابن أبي حاتم في كتاب المراسيل، وقيل لابن معين: لقي عطاء أحدا من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: لا أعلمه.
الثالثة: الجهالة بحال عمر بن مثنى؛ فإني لم أر أحدا ذكرها، والله أعلم.
وقد وقع لنا هذا الحديث بإسناد صحيح، لا مطعن في أحد من رجاله؛ ذكره أبو عبد الرحمن النسائي، فقال: أنبأنا قتيبة، أنبأنا أبو عوانة، عن أبي يعفور، أنبأنا أنس بن مالك، قال: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومسح على الخفين، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا نعيم بن الهيصم، ثنا أبو عوانة عن أبي يعفور، فذكره مرفوعا، قال: سألت أنسا عن المسح على الخفين، فقال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح عليهما.
ورواه أبو القاسم في الأوسط بإسناد لا بأس به، ولما ذكره البزار، قال: لا نعلم روى أبو يعفور عن أنس غير هذا الحديث، وأما قول البخاري: وسأله عنه الترمذي، أخطأ فيه، والصحيح عن أنس موقوف، وقد وجدنا لقتيبة متابعا، ولحديثه شاهدا، وهو ما ذكره بحشل في تاريخه: ثنا علي بن يونس، ثنا عبد المجيد بن أبي رواد، ثنا