للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبيّن الواسطة، وهو من أكابر الثقات، وأمّا من أعله برواية يزيد بن أبي زياد فتعليل ضعيف؛ لأنه إنّما تعلل روايةٌ روايةً إذا اتحدا في الصحة، وحديث يزيد ليس كذلك، وأمّا تعليل البخاري الحديث بانقطاع ما بين أبي عبد الله وخزيمة؛ فهي طريقة له مشهورة، هي ثبوت السماع للراوي من المروي عنه ولو مرة. وقد أطنب مسلم في ردِّ هذه المقالة، واكتفى بإمكان اللقاء، وإلى هذا نحا البستي ومن تابعه في تصحيحه، وذلك أنّ خزيمة توفي بصفين، وسن الجدلي إذ ذاك سن الرجال على ما ذكره الطبري وغيره، ولما عضد حديث التيمي عن الحارث بن سويد من شواهد ومتابعات، والله أعلم.

من ذلك: حديث عوف بن مالك الأشجعي: أنّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بالمسح على الخفين في غزوة تبوك ثلاثة أيّام ولياليهن للمسافر، ويوما وليلة للمقيم.

أنبأنا به ابن دقيق العيد - رحمه الله تعالى - قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا العلامة أبو الحسن علي بن هبة الله الشافعي، أنبأنا الحافظ أبو طاهر السلفي، قراءة عليه، أنبأنا الرئيس أبو عبد الله، ثنا هلال بن محمد بن جعفر، ببغداد، ثنا الحسين بن يحيى بن عياش، ثنا إبراهيم بن محشر، ثنا هشيم عن داود بن عمرو عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس، ثنا عوف بن مالك به، قال عبد الله: سمعت أبي حين حدّث بحديث عوف: هذا من أجود حديث في المسح على الخفين؛ لأنه في غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآخر فعله، وسبق تحسين البخاري له.

وقال الطبراني في الأوسط: لا يروى هذا الحديث عن عوف إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشيم.

وحديث أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: في المسح على الخفين: للمسافر ثلاثة أيام

<<  <  ج: ص:  >  >>