للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: سكوته عن علة ذكرها الإمام أحمد، فهي أولى بالذكر مما تقدم، وهو قوله: لم يسمع هشيم هذا الحديث من يعلى،، فلعله سمعه من بعض الضعفاء، ثم أسقطه، فلئن كان ما قالاه صحيحا فهو أجدر بأن يكون علّة، لا سيما على ما ناقش به أبا محمد من كونه يقبل أخبار المدلسين وإن لم يصرحوا بالسماع، وليس لقائل أن يقول: لعلّه لم يعتد بهذه علّة؛ لأنه لو كان كذلك لنبه كعادته، والله أعلم.

ثم نظرنا هل هو كذلك أم لا، فوجدنا هشيما صرح فيه بالتحديث المزيل للشبهة المذكورة: أنبأنا المسند المعمر فتح الدين الجودري، قراءة عليه وأنا أسمع، عن أبي الحسن البغدادي، أنبأنا الحافظ السلامي، أنبأنا الإمام أبو منصور محمد بن أحمد بن علي المعمري، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر، أنبأنا الحافظ أبو حفص بن شاهين، ثنا أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا بشر بن موسى، ثنا سعيد بن منصور، ثنا هشيم، أنبأنا يعلى بن عطاء عن أبيه أخبرني أوس به، ثم قال هشيم: هذا كان في مبدأ الإسلام، وأنبأنا الشيخ أبو الفتح القاهري - رحمه الله - قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنبأنا الأخوان أبو المكارم عبد الله وأبو عبد الله الحسين، أبنا الحسن بن منصور، قال الأول: أنبأ، وقال الثاني: أنا الحافظ أبو بكر محمد بن حازم الهمداني، قرأت على محمد بن أحمد بن القاضي: أخبرك أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرجي في كتابه، أنبأنا الحسن بن أحمد، أنبأ دعلج بن أحمد، أنبأ محمد بن علي، ثنا سعيد بن منصور، ثنا هشيم، أنبأنا يعلى بن عطاء عن أبيه، فذكره، وعن علّة أخرى ذكرها الحازمي في كتاب الناسخ والمنسوخ: حديث يعلى متزلزل؛ لأنّ بعضهم رواه عنه عن أوس، ولم يقل: عن أبيه، وقال بعضهم: عن رجل - يعني: مجهولا - والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>