ننظر من سبب ضعفه، وعدم بلوغه مرتبة حديث العبدي، لا سيّما وذكر بعده، ولو صدر بذكره لكان أولى من حديث العبدي لصحته وعدالة رواته، رواه الحاكم في مستدركه عن ابن حمشاذ وابن بالويه، ثنا ابن إسحاق الحربي، ثنا أبو نعيم، ثنا عزرة بن ثابت عن أبي الزبير عن جابر، قال: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: أصابتني جنابة، وإني تمعكت في التراب، فقال: اضرب، فضرب بيديه الأرض، فمسح وجهه، ثم ضرب بيديه، فمسح بهما إلى المرفقين.
وثنا ابن حمشاذ وابن بالويه، ثنا الحربي، ثنا عثمان بن محمد الأنماطي، ثنا حرمي بن عمارة عن عزرة بن ثابت، بلفظ: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: التيمم ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين.
قال: هذا إسناد صحيح، ورواه أبو بكر في مصنفه عن وكيع عن عزرة موقوفا، وأتبع ما ذكره عن ابن عمر موقوفا، ووقع ذكره عنده في موضع آخر مرفوعا، وقال أبو عبد الله النيسابوري: ورواه عن محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا عمرو بن محمد بن أبي رزين، ثنا هشام بن حسان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، قال: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بموضع، يقال له: مربد النعم يتيمم، وهو يرى بيوت المدينة.
قال: هذا حديث تفرد به ابن أبي رزين، وهو صدوق، ولم يخرجاه، وقد أوقفه الأنصاري، وغيره عن نافع عن ابن عمر، وأما قول أبي القاسم الطبراني: لم يروه بهذا التمام غير العبدي، ففيه نظر؛ لما أسلفناه من أنّ يزيد بن الهاد ذكره كذلك، وكذا رواه أبو الحسن، وفي الباب غير حديث؛ من ذلك: حديث أبي هريرة: أن