للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: وإن، اكشفي عن فخذيك، فكشفت فخذي، فوضع خدّه وصدره على فخذي، وحنيت عليه حتى دفئ ونام صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ويعارض هذا على تقدير صحته ما في التمهيد من حديث ابن لهيعة، قال أبو عمر: ولا يعرف إلا من طريقه أن قرط بن عيوق سأل عائشة: أكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضاجعك وأنت حائض؟ قالت: نعم، إذا شددت على إزاري، وذلك إذ لم يكن لنا إلا فراش واحد، فلما رزقنا فراشين اعتزل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وما في السنن أيضا عن أبي اليمان عن أم ذرة - وهي مجهولة فيما قاله ابن حزم - عن عائشة، أنها قالت: كنت إذا حضت نزلت عن المثال على الحصير، فلم نقرب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم ندن منه حتى نطهر.

الغريب: قال ابن القطاع: يقال: دفئ، دِفّا، ودُفًا، ودِفئا، ودُفئا، ودفاءة، ذهب عنه البرد.

وقال ابن درستويه: والمصدر الدفاء ممدود، والدفاءة، ومنه: رجل دفآن وامرأة دفأى، إذا كان سخنا من حرارة أو مرض أو عليل القلب من الحب.

وفي نوادر الترمذي: دفؤ دفاءة مثل وضؤ وضاءة، ودفأ يدفؤ دفأ، وفي شرح الدميري: وقوله - يعني: ثعلبا -: دفئ الرجل فهو دفآن، وامرأة دفأى أي: كثر لحمها وسمنها.

وقال ابن قريب: يقال: رجل دِفاء بكسر الدال مع الهمز، وكذلك للنساء، وقال ابن سيده: أما إذا استدفئ فيدفئ مكسور لا غير، ورجل دفآن، وبلدة دفيئة، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>