العسكري: حمنة بنت جحش هي أم حبيبة، وأخت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الجهمي أن لها أختا أخرى، وهي أم حبيبة بنت جحش كانت تحت ابن عوف وأنّها هي التي استحيضت، وأصحاب الحديث على أنّ حمنة هي التي استحيضت، وهي أم حبيبة فيردّه ما حكاه عن الجهمي وهو دائبا يعتمده، وما أسلفناه، والله أعلم.
قال الشّافعي: وإن روي في المستحاضة حديث مُطلق فحديث حمنة يبين أنه اختيار، وأنّ غيره يجزئ منه، وفي باب الاستحاضة أحاديث، من ذلك: حديث جابر بن عبد الله: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر المستحاضة بالوضوء عند كل صلاة قال أبو القاسم في الأوسط: لم يروه عن أبي أيوب الإفريقي، يعني عن ابن عقيل، إلا أبو يوسف القاضي، وحديث الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المستحاضة تغتسل من قرء إلى قرء. قال: لم يروه عن الأوزاعي إلا سلمة بن كلثوم تفرد به عبيد بن جناد، وحديث فاطمة بنت قيس قالت: سألت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المستحاضة؟ فقال: تعتد أيام أقرائها، ثم تغتسل لكل طهر، ثم تحتشي، وتصلي قال: لم يروه عن ابن جريج، يعني عن أبي الزبير، عن جابر عنها إلا جعفر بن سليمان، وقال: وهي فاطمة بنت أبي حبيش قيس.
قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: ليس هذا بشيء، وقال البيهقي: لا تقوم عليه الحجة، وتقدّم حديث عائشة أنّ فاطمة جاءت إليها، وقال فيه أبو عبد الله: