للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو كما قال أيو الوفاء؛ فإن إنكار القدر إنكار لقدرة الرب على خلق أعمال العباد وكتابها وتقديرها" (١).

وقال معرِّفًا القدر: "فإنه علم الله وقدرته وكتابته ومشيئته" (٢).

وفيما يأتي شرح مجمل للمراتب الأربع:

مرتبة العلم: وهي "الإيمان بعلم الله ﷿ المحيط بكل شيء من الموجودات والمعدومات، والممكنات والمستحيلات، فعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، وأنه علم ما الخلق عاملون قبل أن يخلقهم، وعلم أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم وأعمالهم في جميع حركاتهم وسكناتهم، وشقاوتهم وسعادتهم، ومن هو منهم من أهل الجنة ومن هو منهم من أهل النار، من قبل أن يخلقهم، ومن قبل أن يخلق الجنة والنار، علم دِقَّ ذلك وجليله، وكثيره وقليله، وظاهره وباطنه، وسره وعلانيته، ومبدأه ومنتهاه، كل ذلك بعلمه الذي هو صفته ومقتضى اسمه العليم الخبير، عالم الغيب والشهادة علام الغيوب" (٣).

وهذه المرتبة اتفق عليها رسل الله وكذا الصحابة والتابعون لهم بإحسان من هذه الأمة وأول من خالفهم فيها مجوس هذه الأمة (٤)؛ وهم القدرية الأوائل الذين خرجوا في أواخر عهد الصحابة ، فتبرأ منهم الصحابة


(١) شفاء العليل (١/ ١٣٠).
(٢) شفاء العليل (٢/ ٧٣٣).
(٣) معارج القبول (٣/ ١٠٨٦ - ١٠٨٧).
(٤) انظر: شفاء العليل (١/ ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>