للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا النوع من الرضا سيكون البحث دون الأول، فإنه لا تعلق للكوني بباب القدر.

وبين القضاء الشرعي والقضاء الكوني ما بين الإرادة الشرعية والإرادة الكونية من فروق، وقد تقدم ذكرها فلا داعي لإعادتها هنا (١).

وقد ذكر أهل العلم مسائل تتعلق بالرضا، أذكر هنا منها مسألة مهمة، وهي:

[علاقة الرضا بالقضاء بالتوكل]

التوكل من منازل الدين العظيمة التي من قام بها فقد فاز وأنجح، ومن حققها فقد اجتمع له الخير كله، قال سعيد بن جبير : "التوكل على الله جماع الإيمان" (٢).

ويكفي في فضله قول ربنا جل وعلا: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: ٣].

والحسب الكافي، فبين أنه كاف من توكل عليه (٣)، وأي خير أعظم من هذا؟ ولذلك قال ابن مسعود أن هذه الآية هي "أكبر آية في القرآن تفويضًا" (٤).

والتوكل هو صدق الاعتماد على الله مع الثقة به وفعل الأسباب، وهو كالرضا عمل قلبي (٥).


(١) انظر ما تقدم ص (٥٣٠ - ٥٣١).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في التوكل على الله ص (٤٨) رقم (٥).
(٣) انظر: جامع الرسائل (١/ ٨٨).
(٤) رواه ابن جرير (٢٣/ ٤٨).
(٥) انظر: مدارج السالكين (٢/ ١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>