للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من البلاء والحرمان والموت وغير ذلك، وأنه إن دعا الله تعالى أو أطاعه في صلة الرحم وغيرها لم يصبه ذلك البلاء، ورزقه كثيرًا وعمره طويلًا، وكتب في أم الكتاب ما هو كائن من الأمرين، فالمحو والإثبات يرجع إلى أحد الكتابين كما أشار إليه ابن عباس (١)، والله أعلم" (٢).

وقال الذهبي : "فإن الدعاء بطول البقاء قد صح؛ دعا الرسول لخادمه أنس بطول العمر (٣)، والله يمحو ما يشاء ويثبت، فقد يكون طول العمر في علم الله مشروطًا بدعاء مجاب، كما أن طيران العمر قد يكون بأسباب جعلها من جور وعسف، و (لا يرد القضاء إلا الدعاء) (٤)، والكتاب الأول فلا يتغير" (٥).

وقال الشوكاني : "تطويل العمر وتقصيره هما بقضاء الله وقدره؛ لأسباب تقتضي التطويل وأسباب تقتضي التقصير، فمن أسباب التطويل: ما ورد في صلة الرّحم عن النبيّ ونحو ذلك، ومن أسباب التقصير الاستكثار من معاصي الله ﷿، فإذا كان العمر المضروب للرجل مثلًا سبعين سنة؛ فقد يزيد الله له عليها إذا فعل أسباب الزيادة، وقد ينقصه منها إذا فعل أسباب النقصان، والكلّ في كتاب مبين" (٦).


(١) انظر ما يأتي ص (٢١٤).
(٢) القضاء والقدر (١/ ٤٨٥).
(٣) سيأتي تخريجه ص (٢٣٩).
(٤) سيأتي تخريجه ص (٢١٧).
(٥) سير أعلام النبلاء (٨/ ٢١٩ - ٢٢٠).
(٦) فتح القدير (٤/ ٤٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>