للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعلم ولا أعلم وأنت علَّام الغيوب) (١).

حديث أبي مسعود الأنصاري قال: كنت أضرب غلامًا لي، فسمعت من خلفي صوتًا: (اعلم أبا مسعود، لَلَّهُ أقدر عليك منك عليه)، فالتفت فإذا هو رسول الله (٢).

وحديث عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله : (ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: باسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجدُ وأحاذِرُ) (٣).

المسألة الثانية: دوام قدرة الله في الأزل والأبد، فإنه قادر ولا يزال قادرًا على ما يشاؤه بمشيئته (٤).

والقدرة في هذا كسائر صفات الكمال، لم يزل الله ولا يزال متصفًا بها.

قال شيخ الإسلام : "ويقولون [أي السلف] إنه لم يزل ولا يزال موصوفًا بصفات الكمال، لم يزل متكلمًا إذا شاء بمشيئته وقدرته، ولم يزل عالمًا ولم يزل قادرًا ولم يزل حيًا سميعًا بصيرًا، ولم يزل مريدًا، فكل كمال لا نقص فيه يمكن اتصافه به فهو موصوف به، لم يزل ولا يزال متصفًا بصفات الكمال


(١) تقدم تخريجه ص (١٤٢).
(٢) رواه مسلم: كتاب الأيمان، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده (٣/ ١٢٨٠) ح (١٦٥٩).
(٣) رواه مسلم: كتاب السلام، باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء (٤/ ١٧٢٨) ح (٢٢٠٢).
(٤) انظر: مجموع الفتاوى (٨/ ٢٩ - ٣٠)، الصفدية (١/ ١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>