للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى يعرب عنها لسانها) (١).

قال شيخ الإسلام : "فخطبته لهم بهذا الحديث عقب نهيه لهم عن قتل أولاد المشركين، وقوله لهم: (أَوَليس خياركم أولاد المشركين) يبين أنه أراد أنهم ولدوا غير كفار ثم الكفر طرأ بعد ذلك" (٢).

سادسًا: أن النبي شبه تهويد أبوين وتنصيرهما وتمجيسهما للمولود بالبهيمة التي تولد مجتمعة الخلق لا نقص فيه، ثم تجدع بعد ذلك، فعلم أن التغيير وارد على الفطرة السليمة التي ولد العبد عليها (٣)، يوضحه:

سابعًا: أن النبي لم يذكر لموجب الفطرة شرطًا، وإنما ذكر ما يمنع موجبها (٤).

ثامنًا: أنه جاء في أحاديث أُخَر إطلاق الفطرة على الإسلام، كما في أحاديث سنن الفطرة، ومنها: حديث أبي هريرة عن النبي قال: (الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب) (٥).

وحديث عائشة قالت: قال رسول الله : (عشر من


(١) رواه أحمد (٢٤/ ٣٥٤) ح (١٥٥٨٨)، و (٢٤/ ٣٥٦) ح (١٥٥٨٩)، وصححه الألباني في الصحيحة ح (٤٠٢).
(٢) درء التعارض (٨/ ٣٦٤).
(٣) انظر: المصدر السابق (٨/ ٣٧٢).
(٤) انظر: المصدر السابق (٨/ ٤٥٤).
(٥) رواه البخاري: كتاب اللباس، باب قص الشارب (٧/ ١٦٠) ح (٥٨٨٨)، ومسلم: كتاب الطهارة، باب خصال الفطرة (١/ ٢٢١) ح (٢٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>